الحديبية تقع على بعد 22 كم غربي المسجد الحرام، وتعرف اليوم باسم "الشميسي". نزلَ فيها رسول الله ﷺ ومعه 1400 من صحابته قاصدين مكة لأداء العمرة في السنة السادسة من الهجرة، فمَنَعَتهم قريش من دخول مكة. كما شهِدَ المكانُ بيعةَ الرضوان، حين أشِيعَ أنَّ مُوفَد الرسول لمفاوضة قريش عثمانَ بن عفان -رضي الله عنه- قد قُتِل، فبايعَه صحابتُه على قتال قريش ونزل في ذلك قوله تعالى: {لَّقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحًا قَرِيبًا}. وجرت على أرض الحديبية مفاوضاتُ بين النبي ﷺ وقريش انتهت بصلح الحديبية؛ فحَلَقَ النبيُّ ﷺ والصحابة رؤوسَهم وذبحوا هديَهم ورجعوا إلى المدينة ذلك العام.