يعد القصر معلماً من معالم مكة المكرمة وتحفة جمالية تبرز الفن المعماري الذي كان سائداً في العاصمة المقدسة قبل أكثر من 100 سنة، يقع القصر بمنطقة البيبان (شمال الحرم المكي)، وهي منطقة عرفت تاريخياً بكونها منتجعاً لأهالي مدينة مكة في العصور الوسطى وذلك لاعتدال مناخها وتواجد المزارع بها وعدد من القصور الأخرى.

يعود القصر للسيد أحمد عمر باشنم العمودي (المشهور بكوير)، وهو من أشهر صناع وتجار النورة في مكة، إضافة الى كونه من تجار البادية المعروفين الذين سكنوا حارة جرول وتاجروا في السمن والعسل، وقد بناه ولم يسكن فيه، وإنما سكنه الأمير محمد بن عبد العزيز رحمه الله إبان وجوده في مكة، ويروى عن بعض ممن عاصروا تلك الفترة أن الملك عبد العزيز رحمة الله قد زار ابنه في هذا القصر، حيث كان واحداً من عدة قصور محدودة في المنطقة، وقد بني القصر الذي يرتفع على ربوة طبيعية من خمسة أدوار ويتخذ الشكل الأقرب الى مربع في مسقطه، ويشبه في تصميمه تصميم القصور الحجازية في تلك الفترة والمنتشرة في جدة والطائف ومكة المكرمة.

ويتميز القصر بنوافذه الخشبية المحفورة بالنقوش الهندسية والنباتية الجميلة، وكذلك عدد من الشرف المطلة على الخارج وقد تم تزين السطح بالشرفات الحجرية المزخرفة والمنحوتة بتشكيلات فنية بديعة، استخدم في بناء القصر مواد بناء من الحجر والنورة والطين والأخشاب والجص، وطليت جدرانه من ألوان زاهية متعددة، ولا يزال يحتفظ بحالته الانشائية الجيدة رغم وجود بعض الأضرار التي أصابته نتيجة إهمال بعض من سكنوه وتأثير عوامل الطقس عليه.